السبت، 29 يونيو 2013

عقولٌ تحاولُ أن ترقى بأن تكون خاوية...



الناس أنانيون بطبعِهم، وهم في صراعٍ دائم ضد بعضهم البعض كأفرادٍ وجماعات، من أجل المصالح الخاصة الشخصية أو الفئوية. ولا يتحقق الوصول إلى تلك المصالح إلا بالأيديولوجيات التي يتخذها القلة من المتوكلين لاستقطاب الكثرة من الاتكاليين. حتى تنشأ بذلك الصدامات والصراعات بأساليب عدوانية مليئة بتدابير الاحتراز والحيطة والحذر، كاستهلال للانزلاق في فوضى الصدامات والمواجهات البربرية والهياج والخصام وحرب الجميع على الجميع، في سبيل الحصول على تلك المصالح الخاصة أي كان نوعها.

إن الاتكالية العقلية للفرد، في الثقافة الدينية والاجتماعية والسياسية، تعني في الغالب تنازله عن حقوقه الطبيعية والأساسية، لأفراد أخرين أو جماعات، يحتكرون وضع الاحكام والقرارات ويعدلونها حسب ما يشاؤون، وما على الإتكاليين إلا التسليم لتلك الأحكام والقرارات والامتثال لها ولإيعازاتها بالسمع والطاعة، دون نقاش، وأحياناً دون استيعاب أو معرفة لطبيعة وذرائع تلك الأحكام والقرارات والإيعازات. فتتعاظم فكرة الصراعات والصدامات في اللاوعي لدى الكثير ممن أضاعوا فكرهم الذي ميزهم به الله عز وجل عن سائر المخلوقات الأخرى، والذي يستطيع الإنسان به أن يستقل بشؤون حياته دون شريك باعتبار ذلك الاستقلال هو منبع قيمة الإنسانية. لكن بعض البشر يأبون إلا أن تكون عقولهم إمعية اتكالية شبه خاوية، وخامة مهيأة للتدريب فقط، حسب ما يريده المدرب منها أن تكون!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق